الصفحات

ننشر في هذا الموقع أشعار الشاعر الكبير عصام ملكي

من الاديب بول خياط للشاعر عصام ملكي

تسلطن هانئاً في ديوانك الملكي يا عصام
فموهبتك الشعرية هي عطيّة من الله منحدرة 
مع أن الله، عزّ وجلّ، لم يمنّ عليّ بعطيّة موهبة الشعر، وبالتالي فأنا لست شاعرا، ولكنني أقدّر الشعر والشعراء، الذين تتجلّى فيهم موهبة الشعر، لأنني أعتبرهم شركاء الخالق في الإبداع شعرا وصورا شعرية وشعورا مرهفا ووقعا موسيقيا، لأن الموهبة الربّانية تنقلك على أجنحتها الى عوالم الجمال فتنتشي بها وتطرب.... 
أقول هذا لأنني عندما طلب منّي الشاعر الصديق عصام ملكي، أن أكتب مقدّمة لديوانه الشعري الجديد " الديوان الملكي الثالث " ، شعرت بالمسؤولية الكبيرة التي وضعها الصديق عصام على كاهلي، وذلك من منطلق قناعتي المبدئية، بأن من وهبه الله موهبة الشعر هو من يستطيع أن يقيّم شاعرية شاعر آخر، مع تحفّظ، ربّما نادر غير أنه واقع معيوش، وهو أن الشاعر مهما ترفّع والتزم الحياد، قد يجد إحراجا في أن يقيّم شعر غيره من الشعراء، وأستميح الشعراء عذرا، إذا قلت أن ذلك هو على أساس قاعدة بشرية هي: " ما إلك عدو إلا عدو الكار "  مع أنني أعرف وأعترف بأن الشعر ليس مهنة أو كارا، لذلك، وبما أنني لست بشاعر، فإنني لن أكون في هذا الوارد النادر إطلاقا، بل سيكون كلامي في شعر الشاعر عصام ملكي، مستندا الى ما أحسست به وما أثاره شعره في نفسي من

مشاعر... لأنني، وبكلّ صراحة وتجرّد أقول: أن إبداء الرأي في النتاج الشعري وجماليته وإبداعه ومدى نجاحه في تصوير المعاناة الشعرية التي يمرّ بها الشاعر فتولد في قريحته القصيدة... هذه المهمّة، يُمكن أن تكون من حقّ كلّ متذوّق للشعر والجمال، وكمّ من النقّاد في الشعر والأدب همّ في الواقع  ليسوا شعراء ولا أدباء؟ ...
من هذا المنطلق، فقط ، تشجّعت على أن أكتب هذه المقدّمة.
أذكر أنني عندما قدّمت للشاعر الصديق باكورة نتاجي الفكري المطبوع، أي كتابي " وسائل الإتصال عبر التاريخ، من الكهف الى الإنترنيت، في جزئه الأول: " من الكهف الى الراديو" ، بادلني الشاعر بأن أرسل لي مجموعة دواوينه الشعرية، فتلقفتها بشغف وقرأتها بإهتمام ونشوة، فحملتني شاعريته الى مجالات وصور شعرية لا يحسّ بها إلا الشاعر الموهوب. فأغوتني طريقته في التصوير والتعبير باللغة العامية وبالفصحى وبالزجل اللبناني على مختلف فنونه معنّى و قصيدا وقرّادي وجميع متفرعاتها، فالشعر الشعبي  بنظري المتواضع، هو أقرب الشعر الى الأحاسيس البشرية،  لأنه يُخاطب الإنسان بلغة واقعه المعيوش، فلاحا كان أم مزارعا أم راعيا  أم عاملا ... مثقفا كان أم أميّا، حبيبا كان أم محبوبا، عاشقا كان أم معشوقا... يخاطبه باللغة الأقرب الى أذنه وحياته اليومية ... فإذا الشعر الشعبي  لديه كما لدى معظم الشعراء الشعبيين، أغنية وجدانية تعكس الواقع اليومي بعيدا عن الصناعات اللفظية وإعجازات اللغة بل قلّ تعجيزاتها ... وأنا لا أقصد التجريح بالشعر المنظوم باللغة الفصحى، غير أنني أعبّر ما يُمكن أن يجول في خاطر إنسان بسيط يستمع الى قصيدة منظومة على أوزان" الفراهيدي" وبلغة معقّدة وصعبة الإدراك لما فيها من التعابير البلاغية، لا شكّ أنه سيقول عنها بأنها قصيدة عويصة الفهم، وقد يجد نفسه عاجزا عن فهمها، وبمعنى آخر، سيقول عنها: بأنها قصيدة تعجيزية ...هذا طبعا بالنسبة له... في حين أنه عندما يسمع قصيدة زجلية شعبية فهو يفهم، بكلّ سهولة، معانيها 

وكلماتها وتعابيرها وإستعاراتها، فيتجاوب بعفوية معها بأحاسيسه ومشاعره، فيطرب بها وينتشي...
يشعر القارىء أحيانا بمسحة حزن تغلب على بعض قصائد شاعرنا عصام ملكي، التي يغلّفها باليأس والقنوط فتشعر وأنت تقرأها بأن الشاعر يمرّ في حالة كئيبة يجعلك " تتسودن" معه وتشاركه الحزن والأسى لأنه يحرّك مشاعرك العفوية فتتعاطف معه،  وتحزن لحزنه وتحاول أن تفعل شيئا ما لتخفّف عنه هذه الأحزان. 
"... كلما عليّ يكتروا الأوهام 
بتحبحب الآخات عنقودي 
وكلما بعيوني إستوطنوا الآلام
معاول دموعي بيحفرو خدودي 
بنور الشمس ما عاشت الأحلام
ومَنها ليالي النار موجوده
ومحتار شو بعمل بهالأيام 
تقمّص وجودي التبغ والتنباك 
وما في زمان يسوكر وجودي "
***
وفي قصيدة أخرى يقول: 
"....أتركيني بهمتك إجمع شتاتي 
خلاصي من الوجع إيدو قصيرة
وكتر ما الدهر عذّبني بحياتي 
وقع عالأرض وتفجّم مصيري" 
***
وفي قصيدة أخرى يقول:
"... بالقلب مات الفرح وتيتمو السهرات
وعا كل بسمه الحزن ساحب بواريدو 
وسنة اللي كانت ملو عم تلبس فراغات
وقطاع " جوّ الحلو " إنقطعت مواليدو "
***
واحيانا أخرى يراه القارىء وهو في أوج فرحه وسعادته فتحملك حاله البهجة على أن تشاركه أفراحه وكأنها 

أفراحك أنت... وتحسّ بأنّ الأحاسيس التي يصفها في قصيدته هي أحاسيسك أنت بالذات لأن المقدرة الشعرية الحقّيقية تكمن، أولا وآخرا، في مقدرة الشاعرعلى أن يجعل القارىء يشعر معه بكلّ الأحاسيس والمشاعر، الحزينة منها والمفرحة، المغمّسة بالقنوط أو الطافحة بالأمل والتفاؤل... 
وفي الغزل، و كثيرة هي القصائد الغزلية عند شاعرنا عصام ملكي،  فهو على ما يبدو، يتنفس غزلا، ويأكل ويشرب غزلا ويسكر ويغنّي غزلا ... حتى تخال أن شاعرنا رهن قد أبيات شعره للغزل  كما رهن أحيانا "بيوته " بسبب الطفر، كما يقول في إحدى قصائده ... 
ففي قصيدة " غزل" في هذا الديوان، يلفت إنتباهك الطريقة البارعة التي يصف فيها شاعرنا مشاعر الحبّ والهيام بأسلوب فريد ومعبّر وبسيط ومختصر جدا، حيث يقول: 
" ضلّي معي ما بريدك تضيعي
منشان إشرحلك مواضيعي
ما قدرت حالي عن دروبك لمّ
وكلّما مسحت وجهي بإيدي بشمّ
ريحة سلامك بين صابيعي " 
ففي خمسة أبيات فقط جعلنا الشاعر أن نحسّ  كمّ أن طيف الحبيبة يملك عليه مشاعره كلّها  فيأسره ولا يفارقه أينما حلّ، ويظلّ عطرها يتغلغل في أحاسيسه.. وتصرفاته... 
وفي قصيدته عن التقدّم في السن" الختيرة " التي يسير ونسير كلّنا على دروبها، بقدر ما يمدّ الله في أعمارنا ، يرسم شاعرنا هذه المرحلة، بريشة شاعرية وبأسلوب واقعي فيقول: 
" من هالدني ما بقول متشكّر 
عليي زمان الختيرة بكّر
لما مرقت عا مراية البدار
تطلعت فيها وقلت ياستار
هيدا أنا؟ ما بقيت إتذكّر " 
***
وصف دقيق ومعبّر يُعطي القارىء فكرة عن بعض مفاعيل" الختيرة" الجسدية والفكرية بحيث أن المتقدّم في السن ونظرا للتغيّيرات التي تطرأ على جميع مظاهره الجسدية الخارجية، تجعله يتساءل مستغربا هل أن من يراه في المرآة هو نفسه ذلك الشخص الذي كانه هو منذ مدّة؟  ولكن شاعرنا عبّر عن ذلك بصورة شعرية غاية في الإبداع، عبّر عنها  بأحد مفاعيل التقدّم في العمر... أي ضعف الذاكرة. 
مع أنني شخصيا، أرى أن " الختيرة" هي  في الواقع إنعكاس لما تكون عليه نفسية الإنسان بصرف النظر عن سنوات عمره، فقد يكون المرء شابا، غير أن نفسيته شاخت وهرمت قبل الآوان، فيشعر بالختيرة المبكّرة، وبالمقابل،  فقد يكون المرء طاعنا في السن ومختيرا، غير أن نفسيته لا تزال زاخرة بحيوية الشباب ونشاطهم وطموحهم... ولعلّ أقتم حالات " الختيرة " سوادا هي حال الشاب الهرم الذي مات عنده الأمل والطموح،  فختير باكرا، ذلك لأن الحياة هي قبل كلّ شيء الأمل والتفاؤل. 
أما عن  شعر الفخر والإعتزاز، فحدّث ولا حرج، فنفسية شاعرنا تعبق بهذه "الشعطة التشاوفية " المحبّبة،  فهو إذا ما شرب كأس الفخر والإعتزاز بالتفوّق، جال وصال وأبدع، ولا يتوانى عن أن يُترع خصمه كؤوس خيبات الأمل مليئة ويكيل له ضربات موجعة من " عصامٍ " حذف آخر حرف فيها، فتعلّم هذه... في جلده وأحاسيسه .  
و طالما أنا أكتب هذه المقدّمة، للتعريف بشعر عصام ملكي أسمح لنفسي أن أعود الى قصيدته " من الأرشيف " في ديوانه الملكي الثاني حيث يقول: 
" أنا بمواهبي فجر المندّي
معي الأشعار عم تاخد مداها 
إذا للأرز بنظم فرد ردّه
فمّ الميزاب بيردّد صداها 
ما فيك بساحتي تقدر تهدّي 
المراجل فيك ما بترفع لواها


بكفّي الضربتو متل المهدّه
خدودك عالغدا بتاكل عشاها" 
***
في هذه القصيدة نرى شطحات الشاعر الشعرية ، ونحسّ "تسلطنه" الفريد العابق بالعنفوان والشعور بالتفوّق، من جهة والإستخفاف بالخصم، من جهة ثانية،  وهي شعطات ومغاليات يصحّ فيها القول حقا، بأنها تدخل في باب:
 " يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره" ، ففي هذه القصيدة حلّق الشاعر في سماء " التسلطن" والمغالاة الشعرية المحببة جعلته  يقول لخصمه وبروح متعالية ووائقة:  
 "... وبنظم الشعر عم آخد مدايي
 نجوم الفنّ بتشعّ بسمايي
ورايي متلك ألوفات شالح 
تعا تا إشلحك هلّق ورايي 
بدّي عالمنابر شعر صالح 
وبدايه يكون ما إلها نهايه
ما جيت لهون تا ساير وصالح
حرف الميم من إسمي حذفتو
تا يحفظ جلدك متيلة عصايي "
ويبدو أن شاعرنا قد إستهوته طريقته المبتكرة هذه  في التأديب، فهو يلجأ إليها في مواقف مُتعدّدة ... 
وقياسا عليه نجده في قصيدة أخرى يقول: 
"... أنا بالشعر حاكم هالولايه
المعنّى ما إلو قيمة بلايي
بشعر المرتجل عندي مهمّه
تا أطعم كلّ متمرّد بلايي 
قلت للأبجديّه: هون شمّي 
العبير العالدرب رايح وجايي.....
قلت للنفس : دخل الربّ أمّي 
الربوع البلحلا ملها نهايه
عا كلّ مقاطعه وعا كلّ أمّه 


ابعتي مشاوير تشرح مستوايي 
لا بيّي بعدّك ولا إنت أمّي
إنت عا منبرك إبن الحكايه
لما صرت بالأخلاق أمّي 
حرف الميم من أسمي حذفتو 
تا علّم جلدك متيلة عصايي" 
***
هذا"التسلطن" المحبّب يُعطي للشاعر حقوقا وإمتيازات فوقية، ليست لغيره، لأن مصدرها هو من فوق من السماء.... 
وهنا تحضرني في هذه المناسبة قصّة سمعتها أيام كنت أعمل في جريدة " الصفاء " الغراء في بيروت، وكان ظريف لبنان المشهور والمحبوب الفكاهي الزحلي نجيب حنكش- رحمه الله- يكتب زاوية أسبوعية عنوانها: " حنكشيات" . وذات يوم حضر نجيب حنكش الى الجريدة لتسليم مضمون زاويته، فأخبرنا هذه القصة بلهجة زحلاوية مميّزة، فقال:
"  يُحكى أن ملكا كان لديه وزير أول يحبّه ويحترمه ... وفي أحد الأيام جاء شاعر لزيارة الملك ولما دخل الشاعر قاعة العرش الملكي، وقف الملك ونزل عن عرشه وخطا خطوات لإستقباله، الأمر الذي أحبط الوزير الأول، ولكنه كبت مشاعره ولم يعبّر في الحال عن إحباطه للملك.
 وفي اليوم التالي بينما كان الملك يتبادل الأحاديث مع وزيره، في جو من الإلفة والودّ والثقة المتبادلة، أغتنم الوزير الأول هذه المناسبة وقال للملك:"  يا جلالة الملك كمّ لي من السنين وأنا أخدمكم بكلّ إخلاص وأحترام، ولكنكم لم تقوموا عن عرشكم مرّة واحدة لإستقبالي عندما أدخل عليكم...في ديوانكم الملكي، ولكن عندما زاركم البارحة ذلك الشاعر قمتم وأستقبلتموه بحفاوة فائقة...
 فنظر الملك الى وزيره وهزّ رأسه وقال له: " أنت تعلم بما لي من سلطان وأنني بجرّة قلم واحدة وبمرسوم ملكي 

أستطيع أن أجعل من أي شخص كان وزيرا أو سفيرا أو حاكما أو واليا... ولكنني رغم كلّ ما أملك من سلطان، فأنا لا أستطيع أن أجعل من أي إنسان شاعرا أو فنانا... الله وحده، سبحانه تعالى،  قادر على ذلك. وأن الإنسان بمرسوم من الله يُصبح شاعرا، لأن الله وحده لديه هذه السلطة وهذه المقدرة. وختم الملك كلامه بقوله: "عندما وقفت للشاعر فأنا في الواقع وقفت إجلالا للقدرة الإلهية التي منحت هذا الشاعر موهبة الشعر، لأنني ، أنا الملك  القدير والمتسلطن، أجد نفسي عاجزا عن القيام بمثل ذلك.....  
عزيزي الشاعر عصام ملكي، فعلى هذا الأساس، ومن نفس المنطلق والمفهوم أقول لك أيها الصديق العزيز، إنك شاعر محلّق بمرسوم من الله سبحانه تعالى، وعندما يقدّرك الناس فإنهم يقدّرون فيك الموهبة التي أسبغها الله عليك، فأجلس يا عصام على عرش الشعر في ديوانك الملكي، وتسلطن عليه، لأن موهبتك هي من العلاء منحدرة من لدن الله. كيف لا ...؟؟؟ وشعرك ينبض بالعفوية والصدق والإبداع، وقصائدك تصوّر بريشة مرهفة الأحاسيس، الجمال الذي أبدعه الله في الطبيعة الخلابة وفي المخلوقات والكائنات على تنوّعها، وتصفها أنت في مختلف حالاتها وأحوالها الخلابة بصور شاعرية يعجز على من حرمه الله النعمة التي وهبك إياها، أن يحاكي الله في الخلق والجمال والإبداع.
 يكفيك فخرا، يا عصام، أن موهبتك الشعرية هي عطيّة من الله، فأهنأ بهذه العطيّة الربّانية السماوية  ولا تبخل على قرائك بفيض من ثمار هذه الموهبة لتكثر دواوينك الملكية وألف مبروك وفّقك الله...
ودمت سالماً: بول خيّاط 
ملبورن ، 10 نيسان 2009

بغار

تعــــي يـــا ناعمــــه البـــردان دفـِّــي
الــــزمـــن عـــا منبـــرك بيخـــش دفـِّــي
لازم تحطـــــي قهـــوتــــك عـــا النــــار
ويقظـــــة لقـــــا عـــــا زنـــودك تغفـــِّــي

حبــــي الـــــك بيحـــاشـــر القنطـــــــار
ومنهـــــا بعيـــــده بــــلا عقـــل صفـِّــي
رحنــــا بنــــزلــــه وطلعـــــــت الاخبــــار
بغيـــــر القبـــــل مــــش ممكـــــن تـــوفـِّــي

شلــــح النظــــر عنــــدك بدون عيــــار
مـــاشــــي معــــك والـــدرب رح كفــِّــي
ومنشــــــان منــــــك اشحـــــد استمـــرار
الحسنـــــه شهـــــر نيمتهـــــــا بكـــفـِّـــي

مِنـِّــــي عليكـــــي بالحيـــــاة بغــــــــار
عليكـــــي الأنـــــــا لا تجـَّـــربــــي تلفــي
كــــلامـــــك نغــــــم وشفــــافـــك الاوتــار
ولازم بشـــفـــه قــــابـــــل الشـــفــــه

لا تحَّسبـــي مَنـِّـــي مـــــــن الشطـــــــار
صـــابيــــع ديــــي تعلمــــــو الحفـِّــــه
باللمــــس كلمــــا ينظمـــــو اشعـــار
مقصَّــــــد بيصيـــــرو يكســـــرو الاوزان
تــــا تعَّيـــدينــــي بالهــــوى صفـِّـــــــي

قسط الحياة


بيـــوتـــي مــــا عــــادو متــل مــا كانو
شعــــري هـــــرب مـــــن درب اوزانــــــو
الانســـــان نــــاثـــــر كـــــان أو شـــاعـــر
ان مـــــا حـــــدا بمصيبتــــــــو شــــاعـــر
بنــــزلة حــــديثــــو يـــدحـــرج لســـانـــو

ان مـــا شـــــــفــــت للآخ تـــــــــــدبيــــــره
بــجمـــــع الــــويسكــــي بحضـــرة البيـــره
وبحســـــاب شــــو عنــــدي بقلب البنـــــك
اوقــــــات عـــــم بيـــــع البشــــر بفرنــــك
وبعـــــود ارجـــــع اشتــــري بـــليـــــره

والفــــرمشيـــــه مـــــــن كبــــــر سنــــي
عـــــم تفـــــــزع وشــــافــــت الــــــف انـــه
صــــرت علــــــى اخر والفــــــرح مسلــوب
قســــــط الحيـــــاة البـــــدفعــــــو بحبــــوب
بكـــــرا مــــا بـــــدو يــــاخـــدو منـــــي

نحنـــــا بـــــدنــــي عــــا الناس مفـــروضه
ومــــش عـــــم نـــلاقـــي لحالنــــا مــوضــه
مهمــــا عملنــــــا لحـــالنـــــا طـــوابـــق
وقلنــــا بشكلـــو عمـــرنـــا لابــــق
تحـــــت الارض رح ننتهــــــي بـــاوضــــــه

فرخ البرمبو


مبـــارح طــــرقت البــــاب عـــا فلانـــه
وكـــانــــت بقلبـــــي النـــــار شعــــلانــــه
ولمـــا قلـــت الهـــا يـــا ورد وفـــــل
قـــالــــت دخيـــــل الـــــرب عنــــي فـــل
طــــالــــع عـــا بالــــي نـــام نعســـانـــه

قلتلهـــــا منــــرَّكـــــــب الكـــــركــــــــه
وبسكـــــــر معـــــــك يــــا نــاعمه بــركي
بســـاعـــــة غــــــزل بشلــــح ورايي الصوم
"بــــركـــه" حسبتــــــك للهــــــوى واليـوم
جــــايــــي تــــا حتـــــى اطــــرح البركـــه

وقــــربـــــت ليهــــا ومـــا فـــزعت منــي
وقلتلهــــــا ان جنــَّيـــــت لا تجـــنــــــي
ولمـــــا شلحنـــــــا قـــلـــــة التــــدبيــــر
بجــــــو الغــــــزل صـــرنا بسرعه نطيـــر
وعـــا الارض غـــــط بلـــــوزها البنــــي

وهمــــي الكبيـــــر نقلـــت مـــن جنبـــو
لمــــا لفــــت جنبـــــو علـــــى جنبـــــو
وعــــا مرايـــــــة البـــــدار نظــري شب
تطلعــــــت فيهـــا وقلـــــت ميــــن الشـــب
حسبــــــــت حــــالــــي فــــــرخ البرمبـــو.

صاير برفع الخيط

يــــا قـــاعــــده بـــالبـــــال وبعيــــــده
مبـــــارح كبــــــر بــــالعمــــر تـــرديـــدي
وضــــاع الــــوقـــــت بين المــــزح والجــد
مــــا قـــــدرت صـــوبــــك روح يـــوم الحد
يمكـــــن عبكــــــرا روح مــــــن ايـــــدي

حســبــــت انـــــو تـــركلـــــج لســـانــــي
بـــصــــف الشــــــرب حطيــــت القنـــاني
وجــــربـــــت عمـــــر للمعنــــى بيــــت
همـــــزه وصــــل متـــل الخلــــق مـا لقيت
تـــــا اوصـــــل الحــــرف بحـــــرف تــاني

التفكيـــــر بعيــــونــــي بـــــرم بــــوزو
مــــا بقيــــــت اعــــــرف كيـــــف بيــفوزو
عنـــــدي الـــوحـــي صـــايــــر بــرفع الخيط
قـــاعـــــد انـــا وكــــاس العـــــرق والحيــط
صــــدى الفكـــــر مـــا بقيــــت عــــم عوزو

هـــا الجيـــل يمكـــــن مــــا بقــــا جيــلــي
خـــــف الحــــديـــــث وكلمتــــي تقيلــــه
مـــا فـــــي خيـــــال يصـــــرِّف الاعمــال
حــــرف الهجـــــا قــاعـــد عا حــرف البال
ونـــاطــــر سكـــوتــــي يعلَّمــــو متيلــــه.

شو بعمل يا دني

أنــــا انـــــسان مــــنــــي بالصـــــداره
بــــراســي للـــوجـــع فـــاتــــح سفـــاره
نقلـــــت علــــى عصـــر يحفـــــظ كيانـــي
ولحـــالــــي بعــــد مـــش عـــامل زيـــاره

ولمـــــا بـــالغــلــــط دعـــــوه اجـــــانـــي
تـــا ارجــــع عــــا المضـى وعبـــي استماره
قمـــت الـــركــض تـا اقعـــد مكـــانــــي
وعــــا نــــص الــــدرب لحقتنــي الاشاره

حيـــاتـــي للهــــوى صقـــعه ملانـــــه
ومــــا بـــقــــدر بالتلــــج لاقـــي حـــراره
ودوا مــــا لقــيــــت عنــــد الفــرمشـــاني
لانـــــو انقطعـــــت خبـــــار المـــهـــاره

شـــــو بعمــل يــــا دنــــي تزعزع كيـــانـــي
بنـــزولـــو الــربـــح عم يطلــــع خســـاره
وخـــلاصـــي معلقـــــو برقبــــة زمـــاني
والــــي البسمـــــات جايبهــــــم اعـــاره

لحــــوا مــش عـــــم بيـــوقــــف حنـــاني
وجــــوع النفــــس عــــم يـــاكــــل حجـــاره
لمـــرتي قلـــت بنهــــار الفـــلانــــــي
مــــا بقــــدر بالحيـــــا الـــــزم حـــدودي
اذا العينيـــــن بيحبــــو الـــــــــدواره

محتار

ماشــي عـــا همــــي والــــوجــــع سمــَّـــــخ
مــــــــا قــــدرت لاقـــــي ظـــــرف يتبــــردخ
حـــظــي لانــــــــو مـــــــا الــــــــو دبـــــــار
مســــخ وعــــا كعبـــــو اربعــــــه فــــــرَّخ

لا تســــالينــــي يـــا هـــــــدى شـــو صــــار
كـــــــل اللــي قلتــــــو عــــــا الهوى متورخ
مــــن ساعـة الفيهــــــا صــــرت ختيــــــــار
نشــَّـــف لســـــانــي والجلــــــــد فسَّــــــــــخ

محتـــــار شــو بعمــــــل صـــــرت محتــــار
عــــا العيـــــن وجهــــي مبيـــــــــن مـــردَّخ
الغبـــــــره علـــيـــي ســـــت سبــــع متـــــار
ومـــــــا فـــــي حـدا عـــا غبــــرتي نـفــَّــــخ

راح الـــــوحــي عــــــا الآخـــــره مشـــــوار
وراســــي لهمـــــــي عــــاملـــــو مطبـــــخ
كيــــــــف بــــــدي انظـــــــم الأشعــــــار
وحـــــــرف الهجــــا عـــــا ذمــــة العينيــــن
طــــــول الـــوقــت عــم اقشعـــــو مـــدودخ.



جرَّبِت ودّي سلام

الـــكــــانــــت تقلــــي مــطـــرحـــك حــــــدِّي
زعــلـــــت مــــا بــــدهــــا لعندهــــا عـــــدِّي
ولمــــا لهــــــا جـــرَّبــــت ودي ســـــــلام
قــــالـــت الــــــي ســــــلامـــــات لا تــــودِّي

بــــالحـــب كـــنـــــا نـــفــــشـــــخ لــــقــــدام
ومــا كـــــــان مــعــــدن حـــبـــنــــا يصـــدِّي
وحـــتـى الـــعــــتــــم مـــا يروح منــــو دوام
كــــنــــا بــــدنـــبــــو تنينــــــنـــا نـــهـــــدِّي

كــــانـــت تقلـلـــــي عـــشــــت عــــزك دام
وعـــا شـــفافهـــــــا بـِــرْيـــت بعـــــد بــــدِّي
وكنـــــا بيقظــــــه نبصــــــر الاحـــــــــــلام
وصــوب الــــقعـــــد عـــــا السكــت ما نعدِّي

يــا مـا لهـا مشـــغــَّـــل ورق وقـــــلام
وطــول الـــقصيـــــده كـــــــان مــــا يقــــدِّي
وهــلـق بعــــدمـــــا قِلـْـبــــــت الايـــــــــام
ايـــد الكنـــــــت وظفــــلهـــــــا التــــدليـــــك
صــــارت علـــــى الحسنـــــــات منمـــــــدِّي.



كلمة من الشاعر الياس خليل لصديقه الشاعر عصام ملكي

عصام ملكي شاعر وضَّاح الثنايا، متوقِّد الفؤاد، فكِه الأخلاق، لطيف الملكة، بارع الظرف، حاضر البديهة. يطوف الشعر من عينيه وشفتيه، فيبادرك ببيت لاذع أو ردَّة ذائعة، ولا ينفكُّ يحاورك بصفاء ذهن ورهافة إحساس وسريع إدراك. يا له من شاعر صادق الحدس، شاهد اللبِّ، ثقيف رهيف، يحسن الإشارة بوجيز العبارة وتكفيه اللمحة، ويستغني بالرمز عن صريح الإبانة!
توسَّمته من معارض لفظه ومطاوي كلامه، واستشففته من مثاني أبياته، فتمثَّل لي شاعراً فيَّاض القريحة، أريباً، لبيباً، مستحكم القافية راجح الكفَّة، ولاَّج أغوار المعاني والمضامين. خَبرَ الغربة في عزِّها ومزِّها، ورصدَ تقلُّبات دهره في حلوها ومرِّها وظلَّ، رغم ذلك، يعاقر خمرة الشعر مغامراً مسامراً لا يغمض له جفن ولا تفترُّ همَّة. يرتشف عصامنا الكلام ارتشافاً ويشرب نخب المنبر مدندِناً بكؤوس خصوصيَّته، وقارعاً أقداح المطالع الشعريَّة بفورة حماس تستقي فم الإبريق عتيقاً مطيَّباً بخوابي العفويَّة، وقد خالطها شيب الزمن فاسترخت كما يسترخي السكران على أريكة قصائد تعتَعَتْها النشوة فعربدت على لسان الشاعر نقداً وهجاء ثمَّ استحالت مدائح غرَّاء يستحقُّها من كملت صفاته وتماسكت حياته قلباً وقالباً، حضوراً وظهوراً...
تحدَّى عصام ملكي العمر المهزول، فواظب على المواصلة والمجالسة، وظلَّ عشير رفقة وأنيس منادمة وقرين سهر. يصطحب أرباب الدفوف ويقارع فرسان السيوف أليفاً، شريفاً، لا يهادن خصماً منبريّاً ولا يداور بل يدور بقوافيه ونوادره على كرام الضيوف، مستبسلاً في الدفاع عن فكرة أو قضيَّة أو مسألة تهمُّ سامعيه. 
التقيتُه في أستراليا وقد أضرم حبُّ لبنان مشاعره، واستوقد الوجد ضلوعه، وبرى الشوق أقلامه فجاد بالقصائد الوطنيَّة العصماء التي أسرت فؤاده وشغفت روحه في صبوة دواوينه الملكيَّة العامرة بغزله ومناسباته وسائر أنواع الشعر وأغراضه. وها هو ديوانه الجديد خير شاهد على براعته وطول باعه في النظم والإجادة. أتقنَه تبويباً وتصويباً وضمَّنه لواعجه وتباريحه وتجارب أيَّامه فبات يتوهَّج بحرارة الشوق وملتهب الضلوع.
تشدُّ عصا الترحال في مجاهل ديوانه الجديد فتطيب نفسك وتطالعك روائع الشعر كأنَّها صبيَّات حسان يصافحْنَك ويأخذنَ بيدك إلى مشارف حديقة عابقة بالألوان والأفنان، ومضمَّخة بطِيب الذكريات واللفتات الذكيَّة فتغدو مفتون العقل والقلب بمبتكرات نادرات واستراحات فكريَّة حالمات. ولا يبقى أمامك وأنت في ذروة الدهشة والانشغال إلاَّ أن تُكمل رحلتك مقبلاً بوجه صَبوح وصدر مشروح ويخالجك الانبهار، فتترصَّد سوانح الفرص ويستفزُّك الاندفاع، ولا يسعك إلاَّ أن تهرول مستسلماً لكلمة تهزُّك أو فكرة تراودك أو حكمة تأسرك فتغتبط ويخصب زرعك ويدرّ ضرع أمانيك.
وهكذا تزداد شراهة إلى الأجمل ونهماً إلى الأبدع حتَّى تمسي متهافتاً على القراءة وأنت حريص على المتابعة خشية أن تفوتك كلمة أو تغفل عنك خاطرة استتبعتها نادرة أو بادرة من بوادر عصام ملكي المميّزة.
شاعرنا عصام معطاء، كريم، لا يتخشَّن في كلامه إلاَّ دفاعاً عن كرامة أو تحصيناً لشرف أو استيفاء لحوار. الاحتراب الزجليُّ في الاغتراب ليس عند صاحب هذا الديوان انتقاماً أو اختصاماً، إنَّما هو معركة شريفة بأيدٍ نظيفة تخوض حرب المدارك وتنتصر في أعظم المعارك. من هنا تبرز المجاهرة والمصارحة لدى صديقنا عصام فتراه مقداماً، همَّاماً، يحاكم ويحاسب ويحضِّر الردَّ المناسب ذوداً عن حياض وصوناً لرياض. يُقبل ويُدبر، يراجم ويهاجم، يُقدِم ويُحجم، ويبقى في كلِّ ذلك كريم الأصل، حاسم الوصل والفصل...
عصام ملكي حسيب نسيب في ديوانه، راسخ في جذوره، ثابت في مواقفه. قصائده جليلة القدر، بعيدة المرتقى. وما أبرعه حين تزخر قوافيه وتزدحم معانيه، فيتبوَّأ سدَّة المنابر ويتسنَّم قمم الاحتفالات عصاميّاً، عظاميّاً بصوت جهير، وفنّ شهير. وغنيٌّ عن البيان أنَّ ما يعمر به ديوانه الملكي تتلقَّفه القلوب وتتواشحه الأسماع وتختزنه العقول لتلهج به الألسن في أعنف المساجلات وأشجع المسايفات. 

ديوان الملكي بعيد المرمى، رفيع المصعد، جليل المطالب والمساعي. تجري فيه البديهة سلاسة وتمتدُّ غرراً بيِّنات. وإذا ما استحوذ علينا شغف المطالعة تطالعنا الأبَّهة في منعرجات القصائد فخيمة رخيمة تنساب انسياب الينابيع بعفو خاطر ومتانة تركيب وفصاحة مفردات تنتظم الوزن والقافية كأنَّها قلائد الجمان في بهرجة حفل أو مهرجان...
وهل تسألون بعدُ عن هذا الشاعر الطريف الظريف؟ ما أشجعه وما ألذعه حين يقول:
قلتْ لأنا بدِّي شعب فهمـان
الديُّـــــوس لا يبْرُم حواليِّي
بدْعس أنا عالمال والتيجان
وبلْبس بشر أوقات بجْـريِّي.
ولا غروَ أنَّ هذه الصراحة المؤلمة قد لا تُرضي الكثيرين، لكنَّها تنمُّ عن واقعيَّة الشاعر الذي لا يغمز إلاَّ من قناة مَن يرشقه بسهام القدح والذمّ، وربَّما كان عصام في طبعه أشبه بالورد يجود بعطره على أحبَّائه ويوفِّر خشونة شوكِه للجُناة القُساة. ومهما يكن من أمر فهذا هو عصام ملكي تقبله أو ترفضه، لكنَّه يبقى شاعراً ذائع الشهرة متوثِّب المهرة على فيض من الشعر وبياض عرق الكروم:
مربَّى عــــا إيدي سهَر أشكال مـع ألوان
ومنشان إمحي الضجَر برْكض عالقرايِه
وكاسي بإيدي صرت عــم إحسْبو إنسان
وما ابيضّ وجــــه العرق بالمَيّ لولايـي.
يُحبُّ عصام ويصدق في حبِّه لكنَّه لا يستسلم لعواطفه بل يحاسب ويقاضي حبيبته على مبدإ الأخذ والعطاء المتبادَل، فإذا به يقول:
حاجي للأخــــــد إيدِك تمدِّي
معِك حبَّيتْ غيِّر إتِّجــــــاهي
لأنُّو بتاخدي ومش عم تردِّي
بْكُون بْلا عقل وحْيــــاة ربِّي
إذا شي يــوم عرتِك إنتباهي.
عصام ملكي صحيح النسب في الشعر، حميم الصلة بالإبداع، عالي الذروة في الحبك والسبك، عريض الجاه في وهجه ونهجه. ينظم فيسحر الأسماع ويمتلك الألباب. صقر المنابر وريشة المحابر. مستفيض الجناح بمجالٍ لا يُستباح. شديد الشكيمة، قويُّ العزيمة. إنَّه شاعر لبنان في الغُربة وشاعر الغربة في لبنان.
                                       
الشاعر الياس خليل

أسعار معقوله

مبـــــارح لحنــــه قـــلــــت شـــــو فـــيـــهــا
الـــــحــــالــــه العليــــي عــــــم بـــلفيــهــــا.
مــــــش بــــس انــــو حكــايتــــي حكـــايـــه
العينيــــــن عـــم  ازرع بــــالمـــــرايــــــه
ومــــــــش عــــم بتطلـــــع خلقـــتــي فيهــــا

ومـــا زال مـــش عــــم تعـــرفـــي تقـــولــي
انــــــك مــن الــلـــــي صــــــار مخجــــولــه
صــــرلــك سنــه تتــبـــضــعـــي "بـالـذوق"
بيجــوز انـــــو يـــلتـــقـــــي بــــالســــــــوق
بـــــضــــاعــــة حـــكـي بــــأســــعار معقوله

لازم مــــعـــــــك مـا عــــــــود اتـــــــعاطــــى
ضـاع الـــــــوقـــت بــــوعــــود مـــطاطــــه
كـــلامــك كــنــــت عــــــم سعــَّــرو بمليون
وهـــلــــق لانـــــو صـــــار مـــــش مـــوزون
تــا اشـــتـــــري مـــــش حــــامــــل فـــراطه

مـــــش عـم بشــــوفــك قــــرص بسكـــوتــي
لعـــنــــدك مـا بـرجــــع بالقهــــــر مــوتـــي
تــا تعـرفـــــي يـــــا محـــرمينــــــي اللمس
كــنــت القـــلـــب فـــاتــــح الــــك بــالامــــس
وكـــانت عـــا بـــابــــو تفضـــلـــي فـــوتـــي.

*الذوق" ذوق مكايل

يا بنت الناس

انا يا ورد عامل واجباتي
مع العشاق وبتشهد حياتي
الغزل بالشعر ما بيمشي بلايي
بذاتو دالق من زمان ذاتي

حاجي تعملي لحالك دعايه
صفاتك بالهوى منها صفاتي
وما فيكي تجمعي رايك برايي
حقيقه صادقه بها الظرف هاتي

اذا عم توقفي قبال المرايه
وبحبك توقعي بيطلع خواتي
حاجي تركضي هوني ورايي
يا بنت الناس تا عير التفاتي

انا بالحب عم آخد مدايي
وكلامي قطر عا سكر نباتي
وتا حتى ينسّم عليكي هوايي
ابعتيلي بنتك الصارت صبيه
تا حتى صير عيطلك حماتي

طرابيش

قلت لهدى بنهار الفلاني
طالع شعر عا سحبة لساني
ما في حدا إلا بوضعي حس
البوز ابرمي ساعة ما بدك بس
لا تبرمي بوز الدملجانه

طالع عا بالي ها الدني قاضي
مستقبلي صاير من الماضي
قلت لنهاري غيّر العدان
قلي ما بقدر روح عا المليان
ليي انكتب تا روح عا الفاضي

ضعت بأنا وضيعت احساسي
ومن وين بيجيبو الفرح ناسي
عليي ضروري كل ساعه هوش
رفاقي عا راسي عملتهم طربوش
وعندي مشاكل من تحت راسي

لما عليي نويت تا إلفي
قلت لهمومي تفضلي انصرفي
وكرسي تا اقعد وقتها ما لقيت
ولما عرفت ما بينقعد بالبيت
منو رجعت وقعدت بالحرفه

نور وبنت خالها

إنتو عليكم غط إعجابي
وفيكم ببسمه تسفرو عذابي
تنيناتكم عيدين منكم عيد
وبالحب معكم دار دولابي

يا نور انتي للهوى زواويد
معوّد بطرحك إضرب حسابي
وصف الحضانه لبنت خالك عيد
عليكي وعليها كاتب كتابي

مودالكم بالحب بعدو جديد
من هيك معكم غاطط صوابي
ما بحب عنكم كون فشخه بعيد
وإلكم عا طول مشرعه بوابي

وبالقلب إلكم عامل عواميد
بالرغم اني قابر شبابي
بقول بصراحه والكلام بعيد
عا حضرتي كلما نزلتو ضيوف
وقلتو هلا بطلع من تيابي

بقبشت عالعناب

شروقية
عالباب دقت "هنا" ولما فتحت الباب
قالت قتلني العطش، ناولتها بريقي
وبالحال قهوه عملت والوقت كان غياب
وعرفت معها وقت من بعد تدقيقي

قالت شو صاير معك؟ قلتلها: الدولاب
بالقلب بارم معي.. والمشكل رفيقي
اعطيني شي فرصة عمر صرنا بآخر "آب"
تشرين بكرا بيجي.. وبيدور توريقي

ومن بعد سحبة قُبل بقبشت عالعناب
وجرّبت آخد كدش تا ينفرج ضيقي
وتا يروح عنّي الوجع والهم والسرساب
حلّيت ربطة عنق.. شدّت خوانيقي

ومش بس صارت معي تشرب بدون حساب
كلما لحقها نعس عيطلها: فيقي
ووقت اللي هب الهوا كانت بدون تياب
تا رد عنها البرد لبّستها ريقي